منذ بداية الأسبوع الجاري، بدأت العديد من مناطق أعالي جبال أقاليم تنغير، ميدلت وأزيلال في التزين بردائها الأبيض الساحر. هذه التساقطات الثلجية الكثيفة، التي تعكس جمال الطبيعة وقسوتها في آن واحد، أثارت قلق السكان ودفعتهم إلى المطالبة بتحسين الاستعدادات لمواجهة موسم البرد والثلوج.
في دائرة إملشيل الكبرى التابعة لإقليم ميدلت، وهي إحدى المناطق الجبلية التي تعاني بشكل كبير من تأثيرات الثلوج، طالب السكان بتوفير آليات متطورة لإزاحة الثلوج من الطرق والمسالك.
سعيد غرغيز، من ساكنة إملشيل، أكد في تصريح لتشاش تفي أن هذه المطالب ليست جديدة، فقد شهدت السنوات الماضية تكرار قطع الطرق بسبب الثلوج، مما أدى إلى عزلة بعض القرى وصعوبات في الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم.
في هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة لتشاش تفي أن السلطات المحلية أطلقت عملية إحصاء خاصة تستهدف الحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في جبال تنغير وأزيلال.
وأضافت المصادر ذاتها أن هذه الخطوة تأتي في إطار الاستعداد لمواجهة أي طوارئ صحية قد تنجم عن تساقط الثلوج وموجة البرد القارس، ومن خلال هذا الإحصاء يمكن للسلطات تحديد الأفراد الأكثر عرضة للخطر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، مثل توفير وسائل النقل الطارئة أو تجهيز مراكز طبية متنقلة أو استقبال الحالات في مراكز الإيواء ودور الأمومة والمستشفيات.
وحسب تصريحات متطابقة لعدد من الفعاليات الجمعوية النشطة بالأقاليم المعنية في اتصالات هاتفية، فإن التحديات تبقى كبيرة، خاصة أن الجغرافيا الوعرة لهذه المناطق، لا سيما بدائرة إملشيل، تجعل من توفير الخدمات والاستعداد لموسم الثلوج مهمة شاقة، موضحين أن الحل يكمن في تعزيز التعاون بين السلطات والجمعيات المحلية وجميع المصالح المعنية، وذاك من خلال توفير آليات متخصصة لإزاحة الثلوج، وتدريب فرق الإغاثة على التعامل مع الطوارئ الشتوية، وهي خطوات يمكن أن تسهم في تخفيف الوطأة عن السكان.
من جهته، أوضح الحسين احساين، فاعل جمعوي، أن الاستجابة السريعة والمنظمة لهذه التحديات ليست فقط ضرورة لحماية السكان، بل هي أيضا استثمار في مستقبل هذه المناطق الجبلية الساحرة، مضيفا أنه يجب تعزيز البنية التحتية لتحمل ظروف الشتاء القاسية، مثل تحسين شبكات الكهرباء والاتصالات لضمان الاستمرارية في الخدمات حتى في أسوأ الظروف.
وعلاقة بالموضوع، أكد الفاعلون المحليون أهمية التعاون بين المجتمع المدني والسلطات المحلية والأمنية والمصالح الخارجية في مواجهة هذه التحديات، قائلين إن الجمعيات المحلية يجب أن تلعب دورا حيويا في توعية السكان وتعبئتهم للمساهمة في الاستعدادات، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي عند الحاجة، مشيرين أيضا إلى أن الحكومة مطالبة بتعزيز دورها من خلال توفير التمويل اللازم للمشاريع البنيوية وتجهيزات الطوارئ، والعمل على تطوير خطط طويلة الأمد للتعامل مع مواسم الشتاء القادمة.