اتهم حسن عبد الخالق، السفير المغربي السابق بالجزائر، نظام الجارة الشرقية للمملكة بـ”شن حرب إعلامية” على الرباط، بالاستعانة بوسائل عديدة جعلت ملف الصحراء “قضية وطنية جزائرية”.
التصريحات التي أدلى بها الدبلوماسي المغربي السابق، الثلاثاء، وهو يلقي درسًا افتتاحيًا بمقر حزب الاستقلال بالرباط حول موضوع “الإعلام وقضية الوحدة الترابية للمملكة.. نظرات متقاطعة”، بين فيها أن “الإعلام الجزائري يروج أطروحة نظام بلاده التي تحرف قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن حول الصحراء”.
وأضاف عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، في اللقاء الذي نظمته الرابطة الوطنية للصحافيين الاستقلاليين، أن “هذه الأطروحة تتعارض مع قرارات مجلس الأمن المتتالية التي كرست سمو مبادرة الحكم الذاتي، وأقبرت مفهوم تقرير المصير عبر الاستفتاء”.
وأشار سفير الرباط السابق بالجزائر إلى أن الآلة الإعلامية بالجارة الشرقية “تروج لأكاذيب حول وجود استغلال للثروات الطبيعية بالصحراء”، موضحًا أن “الواقع هو أن الملك يقود ثورة تنموية كبيرة بأقاليمنا الجنوبية”.
وأورد المتحدث نفسه أن الإعلام الجزائري “يحاول أيضًا أن يروج مغالطات حول وضعية حقوق الإنسان بالصحراء المغربية، في سياق محاولة نظام الجارة الشرقية أن يرغم مجلس الأمن على توسيع صلاحيات بعثة المينورسو”.
وأردف عبد الخالق بأن المغرب، على مر تاريخ النزاع، “أفشل هذه الخطوة، في حين تبينت للمنتظم الدولي خطورة الوضع في مخيمات تندوف”.
وأضاف الدبلوماسي السابق أن الإعلام الرقمي، في ظل محدودية الصحافة المكتوبة، هو “الحل الحالي والضروري لمواجهة الأكاذيب والمغالطات الجزائرية”، داعيًا إلى “التركيز على اللغات الأجنبية في هذه المهمة”، وتابع: “وسائل التواصل الاجتماعي تبين أيضًا أنها ذات دور مهم في الدفاع عن قضية الصحراء، وبه يجب التفكير في منصات رقمية بلغات أجنبية لهذا الهدف”.
وكشف السفير السابق بالجزائر أن “هذا الأمر يأتي في ظل تحكم نظام الجارة الشرقية في دواليب المنظومة الإعلامية، ووضعها في مقدمة حرب بلا هوادة على المغرب ساهمت في خلق العداء للمملكة”.
واعتبر المتحدث نفسه أن “إحصائيات كشفت أن علاقة النظام الجزائري مع الصحف والجرائد غير سليمة، رغم ادعاء الرئيس عبد المجيد تبون وجود حرية التعبير”، مؤكدًا أن “النظام يتحكم في صحافته فقط خدمة لأجندته”.
كما شدد عبد الخالق على أن “النظام الجزائري يوزع بسخاء ميزانية ضخمة على الصحف والجرائد الرقمية ببلاده فقط من أجل تصريف العداء ضد المملكة المغربية”.
وعلى سبيل المثال، أشار المتحدث إلى أن “سوق الإشهار بالجزائر حوله النظام هناك إلى وسيلة مستهدفة لإغراء الصحافة بالانخراط في هذه الحرب الإعلامية”.
ودعا السفير السابق الإعلام الوطني بالمغرب إلى “تعزيز المعرفة القانونية والتاريخية بملف الصحراء من أجل الدفاع عن قضية المغاربة الأولى”، مشيدًا بـ”جهوده الحالية في تفنيد الأطروحة الجزائرية المغلوطة”.