قال أحمد عصيد، الكاتب الأمازيغي المثير للجدل، إن التهديد بالقتل عبر الإنترنت وممارسة الشباب العنف اللفظي المبالغ فيه، ظاهرة يجب متابعتها ليس فقط من طرف الأجهزة الأمنية، بل حتى من جانب الخبراء والمحللين، لافتا إلى أن “تفشي الظاهرة له أسباب عديدة، كتمتع الشباب بهامش حرية تعبير أوسع على الإنترنت دون الشعور بالمسؤولية، إلى جانب جهل هؤلاء الشباب وتأثير مشايخ التطرف والغلو على عقول هذه الفئة”.
وأضاف عصيد، في تصريح لجريدة تشاش تفي الإلكترونية، أن “النقاش حول تاريخ المغرب، المرتبط أساسا بالأصل الأمازيغي للمغاربة، لا يجب أن يجابه بالعنف وبمثل هذه الأساليب، بل بترشيد النقاش العمومي على مستوى المدرسة المغربية وعبر وسائل الإعلام بشتى أنواعه لتعريف المغاربة بحقائق تاريخهم”، مشيرا إلى أن “فئات مجتمعية عريضة لا تتقبل الدراسات العلمية التي تثبت أصولها الأمازيغية وترفض المساس بعروبتها وأصولها العربية”.
وتعليقا على انتشار مقطع فيديو يوثق تلقيه تهديدات بـ”الذبح”، أكد الناشط الأمازيغي أنه “لن يتابع المهددين قانونيا؛ لأن الأجهزة الأمنية المغربية تتوفر على نظام إلكتروني لرصد العنف”، داعيا الشباب إلى “التمتع بالحوار ونقاش الاختلاف والابتعاد عن العنف وأساليبه البائدة”.
وأبرز عصيد أن تفشي ظاهرة التهديد ضد الفاعلين والباحثين في العديد من المجالات، “يرجع إلى عوامل عديدة، أبرزها الحرية المتاحة للتعبير على الإنترنت دون شعور بالمسؤولية، والجهل والعجز عن فهم مضامين النقاش العمومي ومتابعته بدراية، إضافة إلى العطالة والفراغ والشعور بالتهميش، وتأثير المشايخ والدعاة السلفيين الجهلة من خلال نشر أفكار ومعجم ومفردات لا تنتمي إلى عصرنا، مما يؤدي إلى شحن الشباب وتحريضهم ضد الدولة والمجتمع ومختلف مظاهر التحديث، وضد النخب الثقافية والفنية والرياضية”.
وختم عصيد حديثه لتشاش تفي بالتأكيد على مسؤولية الدولة ووسائل الإعلام والمجتمع المدني في “جعل الشباب المغرر بهم يعودون إلى الحياة الطبيعية، ويشاركون في فضاء التواصل الاجتماعي بفعالية وباحترام خصوصيات المجتمع المغربي وأدبيات حواره”.
وكان مقطع فيديو يوثق تلقي كل من عبد الخالق كلاب، باحث في التاريخ، وأحمد عصيد، كاتب أمازيغي، تهديدات بـ”الذبح” والتصفية الجسدية من لدن شابين يُعتقد أنهما ذوا ميول سلفية متطرفة، قد خلق جدلا واسعا وموجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي.