قال الفنان المغربي سعد لمجرد إن عشقه للفن انطلق منذ نعومة أظافره عن طريق والديْه الفنانين البشير عبدو ونزهة الركراكي اللذيْن قدّما له الدعم والمساندة منذ صغره واشتريا له الآلات الموسيقية التي تعلم فيها نظرا لرؤيتهما لولعه الكبير بهذا المجال.
وكشف لمجرد، في حوار خلال حلوله ضيفا على “بودكاست فاروق لايف”، أنه اختار عن قناعة التفرغ للموسيقى في بداية مساره وعدم إكمال دراسته الأكاديمية، لافتا إلى أنه ليس نادما على هذا الأمر؛ لكنه لا ينصح به جميع الشباب الذين يحبون الموسيقى.
وفي هذا الصدد، أبرز الفنان المغربي أنه لو عاد به الزمن إلى الوراء سيحرص على استكمال دراسته؛ لذلك يحث الشباب على التركيز على التكوين واكتساب الثقافة والوعي الفكري واللغات أولا، ثم الموهبة ثانيا.
وتابع أن ألبوم “مال حبيبي مالو” مع صديقه ورفيق دربه جلال الحمداوي شكل قفزة نوعية في مساره الفني؛ لأن الأغنية التي تحمل العنوان نفسه حققت نجاحا كبيرا على الصعيد العربي، فأحس من خلالها بأنه وصل إلى مرحلة مهمة من الانتشار والشهرة العربية، تليها أغنية “انتي باغا واحد” التي طرحها على شكل “سينغل” مع “دي جي فان” وحققت بدورها أرقاما قياسية.
وعن الصدارة التي حققتها أغنية “المعلم” التي تخطت عتبة المليار مشاهدة كأول أغنية عربية تحقق هذا الرقم، قال لمجرد إن هذا النجاح راجع إلى حب الجمهور وثقتهم، إضافة إلى جلال الحمداوي الذي كتبها ولحنها واشتغلا معا كثنائي وأخوين يجمعهما التفاهم والحب لتكون الخلطة نتيجة مرضية.
واسترجع المتحدث ذاته كواليس اشتغاله على الأغنية الأشهر في مسيرته الفنية، حيث أبرز أنه منذ الوهلة الأولى التي استمع فيها لنموذج “الديمو” قال إنه سيحقق نجاحا كبيرا، موضحا أن هذا العمل توصل به من قبله أربعةُ مغنيين معروفين على الصعيد العربي؛ غير أنه لم ينل رضاهم على غراره، فكتب له النجاح بها والظفر بالمليار مشاهدة الذي يعد نجاحا لكل المغاربة.
وعبّر لمجرد عن سعادته البالغة وافتخاره بالإنجاز التاريخي لأغنية “المعلم” والتي تصدرت جميع المنصات الموسيقية وشكلت موجة جديدة في عالم الأغنية المغربية العصرية، مضيفا أن فيديو كليب العمل الأكثر نجاحا مغربيا وعربيا كلفه 55 ألف دولار لأن فكرته كانت جديدة وجميلة.
وخلال “البودكاست” نفسه، تحدث سعد لمجرد عن استقراره في فرنسا منذ سنوات، مشددا على أن الظروف التي مر منها فرضت عليه ذلك؛ لكن وسط كل ما تعرض له حدثت له أمور جيدة جعلته يواصل اشتغاله وسيعود إلى وطنه المغرب عندما يقدر له ذلك.
وواصل أنه مر بفترات صعبة في مراحل متفرقة من حياته؛ مثل بداياته الفنية التي عاش فيها إحساس الغربة وكان أمرا اختياريا، مرورا بما يمر به حاليا من أمور صعبة، حيث أردف قائلا: “لدي إيمان بأن وراء كل شيء صعب شيئا جميلا ينتظر، وسعيد بأن لدي تعبا وقصة تحكى وتبين أن الإنسان يمكن أن ينكسر ويسقط ثم ينهض من جديد ويبدع في وسط المحن التي تصادفه، وأنا فخور بكل ما مررت به”.
وكشف صاحب “غزالي غزالي” أن في الظروف الصعبة التي مر بها بسبب قضيته أمام العدالة الفرنسية وجد بجانبه والديْه وزوجته الذين شكلوا الأساس في دعمه، إضافة إلى بعض أصدقائه المقربين المعدودين على رؤوس الأصابع والذين ظلوا صامدين معه في المحنة.
وعن تركيبة وسر النجاح والتميز الذي طبع مشواره الفني كنجم مغربي عربي، قال نجل الفنانين البشير عبدو ونزهة الركراكي أنه يشتغل على أعماله من أجل تشريف بلده ولا يكترث للمشاهدات والأرقام منذ البداية؛ لأنها ليست مقياسا للنجاح، فالأهم بالنسبة له هو المحبة التي تصله من الجمهور في الشارع وصدى الأعمال التي يقدمها عندهم.
وختم سعد لمجرد حواره معلنا عن تحضيره لمجموعة من المشاريع الفنية الجديدة؛ أبرزها أغنية هندية صورها نهاية السنة الماضية في مدينة “بومباي” بطلب من منتجين هنديين اقترحوها عليه بعد نجاح “قولي متى”، موضحا أنه هذا العمل سيرى النور خلال السنة الجارية إضافة إلى عمل بلهجة عربية خليجية وأغنية بالإسبانية سجلها منذ أربع سنوات.