يستمر غموض موقف السودان من الصحراء المغربية في خضم استمرار “حرب الجنرالين”؛ فقد رفض خالد الأعيسر، وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة عبد الفتاح البرهان، إبداء موقف حول الملف.
وفي لقاء صحافي للأعيسر على هامش مشاركته في الدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي المقام بالمغرب، اليوم الثلاثاء، تجاهل المسؤول بحكومة البرهان الجواب عن سؤال تشاش تفي حول موقف حكومته من ملف الصحراء المغربية.
واتهم الأعيسر، في كلمته التي تناول فيها جديد الوضع في بلاده في خضم الحرب، بـ”تعدد أطراف دولية وإقليمية في تأجيج الأوضاع بالسودان بالمال والسلاح”، نافيا أن “تكون هناك حرب أهلية بقدر ما هي مشاهد سعي هذه الأطراف إلى الاستحواذ على ثروات بلاده”.
ويأتي هذا الأمر في سياق تطورات ميدانية غير مسبوقة بالسودان، حيث أنهى الجيش السوداني سيطرة مليشيات الدعم السريع على مدينة “ود مدني” الاستراتيجية.
وقال الوزير الأعيسر إن هذا التحول “يأتي في سياق سيطرة مليشيات الدعم السريع على المدينة الثانية في السودان؛ ما سينهي حالة الدمار التي عاشتها هذه الفترة”.
واتهم المتحدث نفسه قوات الدعم السريع بـ”استغلال ثروات بلاد السودان، خاصة الذهب، من أجل السيطرة على البلاد بدعم أجنبي خالص”.
وتابع: “قوات حميدتي مارست أبشع أنواع الجرائم الإنسانية في حق المدنيين، واغتصبت قواتها النساء، ولدينا شهادات وثقت فقدان العديد لممتلكاتهم، ودفع الأمر الأمم المتحدة إلى التنديد بهذه الإبادة الإنسانية والانتهاكات الحقوقية المستمرة”، مشددا على أن “الأزمة السودانية التي عانت من تجاهل الإعلام العالمي لها تعتبر من أكبر الأزمات الإنسانية في هذا القرن”.
واعتبر المتحدث نفسه أن قوات الجيش السوداني “مستمرة في سعيها إلى الإطاحة بهذه المليشيات حتى آخر نَفَس، مستجيبة لطموح الشعب السوداني الرافض لهذا الوضع المأساوي، والطامح إلى إعادة بناء بلاده من جديد”.
ورافقت كلمة الوزير ذاته تصفيقات وشعارات من أفراد من جالية السودان بالمغرب، مرددين كلمات “شعب واحد؛ جيش واحد / الله أكبر؛ الله أكبر”.
ويرى وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة عبد البرهان أن “العلاقات السودانية-المغربية لم تمر أبدا بأزمات سابقة، وتعرف تلاحما إنسانيا عبر جالية مغربية سودانية تعتبر مكونا قويا داخل السودان، والعكس صحيح”.