خرج المئات بمدينة طنجة، مساء أمس الأحد، احتفالا بوقف الحرب في غزة، التي وضعت أوزارها بين الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، معلنين الفرح بـ”انتصار المقاومة”، وإرغام الإسرائيليين على الهدنة، وإبرام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين.
وشهدت مدينة البوغاز، التي دأبت على تنظيم مسيرات داعمة للفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي المدمر كل أسبوع، تنظيم مسيرتين منفصلتين، إحداهما نظمتها المبادرة المغربية للدعم والنصرة وحركة التوحيد والإصلاح، وأخرى غير بعيدة عنها نظمتها جماعة العدل والإحسان.
وردد المتظاهرون في المسيرتين الحاشدتين شعارات مناهضة للتطبيع والحرب، التي أزهقت أرواح عشرات الآلاف من الفلسطينيين بالقطاع المحاصر، ودمرت خلالها آلة الحرب الإسرائيلية آلاف المنازل، وخلفت مئات الآلاف من الجرحى والمصابين.
وأطلقت في الشكلين التضامنيين، اللذين نظمهما التياران الإسلاميان بالمدينة، الشهب والمفرقعات النارية احتفاء بوقف الحرب على غزة، كما رددت شعارات تمجد المقاومة وصمودها الكبير ضد الحرب، التي خاضها الجيش الإسرائيلي بلا هوادة ضد الفلسطينيين في القطاع، منذ الهجوم الذي نفذته حركته “حماس” على مستوطنات غلاف القطاع، وأسفر عن قتل وأسر المئات من الإسرائيليين.
وفي كلمة بالمناسبة، قال عبد الرحيم الشيخي، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، أمام حشد من المتضامنين مع غزة والمقاومة “نحتفل اليوم بالانتصار الثاني لطوفان الأقصى على الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني وداعميهما، الذين قالوا منذ بداية الحرب إنهم سيصفون المقاومة ويستعيدون الرهائن ويهجرون الشعب الفلسطيني إلى الخارج”.
وأضاف: “ها هي المقاومة بقيادة حماس تفاوضهم، وظلت صامدة واستمرت تكبد العدو خسائر تلو أخرى إلى اليوم”، مشيدا بما حققته رغم “القنابل والصواريخ والجيوش التي نزلت إلى أرض غزة”.
كما خص الشيخي الشعب الفلسطيني في غزة بتحية خاصة، حيث قال إن “الشعب الفلسطيني المحتضن لمقاومته والصامد أمام آلة الإجرام والعدوان لمدة 471 يوما، لم يرفع الراية البيضاء أو يعلن الاستسلام أو يتنكر لمقاومته”، مشيرا إلى أنه رغم الآلام والجراح والجوع والتقتيل “ما زال متشبثاً بأرضه، ولا يريد بديلا عنها إلا الشهادة أو التحرير”.
وشهدت المسيرة، التي جابت الشوارع الرئيسية وسط المدينة، مجموعة من الفعاليات التضامنية المنددة بالحرب والتطبيع، وتم في ختامها إحراق العلم الإسرائيلي، وأداء القسم من أجل الاستمرار في دعم المقاومة ومقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل وعدوانها المدمر.