يواصل الوضع البيئي لمدينة طنجة إثارة التساؤلات والانتقادات من لدن نشطاء البيئة بالمدينة الصناعية، خاصة أن الروائح الكريهة باتت تزكم أنوف سكان الكثير من الأحياء بسبب عدم احترام الشروط والمعايير الخاصة بمعالجة مياه الصرف الصحي ومخلفات الشركات الصناعية من النفايات الصلبة والكيميائية.
ووجهت حركة الشباب الأخضر شكاية مستعجلة إلى يونس التازي، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة عامل عمالة طنجة أصيلة، حول ما سمتها “الكارثة البيئية” التي تهدد صحة المواطنين وسلامة البيئة البحرية في مدينة طنجة، نتيجة تصريف المياه العادمة مباشرة إلى الشاطئ البلدي عبر واد “ملاباطا”.
واعتبرت الحركة أن صرف المياه العادمة بشكل مباشر إلى شاطئ المدينة يؤدي إلى “تلوث مياه البحر والرمال”؛ وهو ما يشكل خطرا محدقا على البيئة البحرية، ويؤثر “سلبا على السياحة بمدينتنا، والتي تعد أحد أعمدتها الاقتصادية”.
وفي هذا السياق، قال زكرياء أبو النجاة، رئيس حركة الشباب الخضر بطنجة، إن شركة “أمانديس” والشركات العاملة بالمنطقة الصناعية كزناية “لا تحترم المعايير الدولية في معالجة المياه العادمة والنفايات الصلبة والمواد الكيميائية التي تطرحها هذه الشركات”.
وسجل أبو النجاة، ضمن تصريح لجريدة تشاش تفي الإلكترونية، أن العديد من المصانع بالمنطقة الصناعية كزناية “لا تعالج النفايات الصلبة والكيميائية التي تخلفها”، مبرزا أن هذا الأمر يؤدي إلى ظهور بقع زيتية وترسبات سامة في المياه نتيجة المواد الكيميائية التي تطرحها المصانع.
ودعا الناشط البيئي ذاته الوالي إلى التدخل العاجل ومساءلة الشركات المعنية بالمخلفات السامة والمضرة بالبيئة، مشددا على ضرورة فرض الرقابة عليها لضمان ما سماه “عدم تكرار مثل هذه الممارسات”، فضلا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الوضع الذي وصفه بـ”الخطير”، بهدف حماية بيئة طنجة وسكانها.
كما اعتبر الناشط البيئي ذاته أن المشاهد التي تعرفها المدينة على مستوى التدهور البيئي تضر بـ”صورة بلدنا كوجهة سياحية مرموقة وتسيء إلى سمعة مدينتنا، خاصة مع التداول السريع للفيديوهات والصور على وسائط التواصل الاجتماعي والتي تعكس الوضع البيئي المتفاقم أمام سكان المدينة وزوارها”.