عاشت ساكنة جماعة حد السوالم ضواحي الدار البيضاء، اليوم الأحد، لحظات أمنية مثيرة، بعدما أوقفت المصالح المختصة أربعة أشخاص مشتبه في تخطيطهم لعمل إرهابي بالمملكة.
منذ الساعات الأولى لصباح اليوم كسرت السلطات الأمنية روتين ساكنة حي الوحدة التي كانت تستعد للتسوق من “سوق الأحد”، حيث نزلت أجهزة المكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج) بمختلف تلاوينها من أجل توقيف المشتبه فيهم وحجز المواد التي كانت ستستعمل في هذا العمل الإرهابي.
طائرة عسكرية تابعة للدرك الملكي تجوب الأجواء، وقناصون فوق الأسطح، وأمنيون بمختلف الأسلحة في الأزقة يحيطون بالمكان، تحسبا لأي محاولة لفرار المشتبه فيهم.
في شقة من السكن الاقتصادي بالسوالم كان هؤلاء المشتبه فيهم يعدون لمخططهم الإرهابي، بعيدا عن أعين الساكنة، بل وحتى أقاربهم، لكن يقظة الأمن حالت دون إتمام المخطط وأوقفت مشروعا لسفك الدماء وتخريب الممتلكات.
ووفق بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية فإن المشتبه فيهم قاموا، في يوم واحد، بارتياد أربعة محلات لبيع العقاقير بمنطقة حد السوالم، اقتنوا منها مواد كيميائية أولية تدخل في صناعة المتفجرات، قبل أن يعمدوا إلى تخزينها بمنزل أحدهم وتحضيرها للقيام بعمليات تجريبية لصناعة الأجسام المتفجرة.
كما كشفت الأبحاث والتحريات نفسها أن اثنين من الأشقاء الموقوفين قاما بزيارات استطلاعية في أماكن متفرقة وأوقات مختلفة، وثقوا خلالها بالصور وبتسجيلات الكاميرا العديد من الأهداف المحتملة لمخططاتهم الإرهابية.
وتحول ذهول وخوف السكان من العمل الإرهابي الذي كان يعد له من وسط حيهم إلى طمأنينة بعد توقيف هؤلاء، الأمر الذي جعلهم يوجهون شكرهم ليقظة الأمن.
شعارات رفعت في حق الموقوفين أثناء التوجه بهم صوب منزل قصد التفتيش، تفيد بسخط السكان المتجمهرين بكثافة على هذا الفعل الذي لا يمثل المغاربة.
“حرام عليكم حرام…”، هكذا كان المواطنون الغاضبون يرددون في وجه المشتبه فيهم، الذين كانوا إلى وقت قريب يتعاملون بشكل عادي، إلى جانب إطلاق زغاريد من بعض النسوة. وفي المقابل شكر الحاضرون الأمن على يقظته وعمليته الاستباقية التي أوقفت تنفيذ المخطط في مهده.
وخلال عملية المداهمة والتفتيش التي قامت بها مصالح “البسيج” تم العثور على أسلحة بيضاء من مختلف الأحجام، ومجموعة كبيرة من القنينات تضم سوائل ومساحيق كيميائية، وأكياس تضم كمية كبيرة من أسمدة كيمائية، ومادة الكبريت ومسحوق الفحم، وأملاح ومواد مشبوهة، بالإضافة إلى أسلاك كهربائية ومعدات للتلحيم وأشرطة لاصقة، يشتبه في تسخيرها لتحضير وصناعة المتفجرات، وفق بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية.
هذا وجرى الاحتفاظ بالمشتبه فيهم الأربعة الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية، على خلفية البحث القضائي الذي يباشره المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب، وذلك لكشف جميع الارتباطات المحتملة لهذه الخلية بالتنظيمات الإرهابية الإقليمية والعالمية، وكذا تشخيص وتوقيف كل العناصر المرتبطة بها.