أجمع خبراء ومسؤولون مشاركون في منتدى “WEFE Nexus” الذي تنظمه جهة طنجة تطوان الحسيمة، بمدينة طنجة، في الجلسات العلمية التي عرفتها التظاهرة، على ضرورة تبني سياسات مندمجة مبنية على التجديد والابتكار لمواجهة التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية على العالم، خاصة على مستوى الموارد المائية والطاقية والأمن الغذائي.
وحث المشاركون في التظاهرة، التي عرفت مشاركة أزيد من 400 شخص يمثلون 41 دولة عبر العالم، الدول على الاشتغال بشكل مرن لضمان الانتقال من الهشاشة التي تفرضها التحديات المذكورة على مختلف البلدان.
وطالب الخبراء والباحثون المشاركون في الجلسات التي عرفها المنتدى بتضافر جهود مختلف المتدخلين من أجل تقليص الفجوة الحاصلة بين الابتكار والتجديد من جهة، وبين تمكين الشباب من الوعي اللازم بالتحديات والمخاطر التي تفرضها التغيرات المناخية.
أحمد موسى، مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة، سجل في كلمة في إحدى الجلسات أن هناك فجوة في الابتكار والتجديد لإيجاد الحلول للمشاكل التي تطرحها التغيرات المناخية على الدول.
وأكد موسى أن الشباب ينبغي أن يكون لديهم الوعي الكافي واللازم بمسألة التغيرات المناخية والتحديات التي تطرحها، مع ضرورة ابتكار الحلول للتأقلم معها، مشددا على أن هذه الموضوعات تتطرق للمستقبل الذي سيعيشون فيه هم والأجيال اللاحقة.
وسجل المدير ذاته أن الاحتفاء بمشاريع وابتكارات في الدورة الحالية من المنتدى يرسخ الوعي بالمسائل والتحديات المناخية، إذ كانت جل المشاريع المقدمة موجهة لقطاع المعلومات، وتم تتويج الابتكارات المتعلقة بالتغيرات المناخية ومواكبتها في المجال الفلاحي.
من جهته حث محمد باديس، مدير الري وإعداد المجال الفلاحي بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، على ضرورة الانكباب على معالجة المشاكل الحقيقية لتحديات التغيرات المناخية وشح الموارد المائية، مؤكدا أن المبادرات الموجودة تعالج الأعراض دون التطرق للمشاكل الحقيقية.
وشدد باديس على أن التحكم في المشاكل التي تثيرها التغيرات المناخية على مستوى الأمن الغذائي والمائي والفلاحة يتطلب عقلية وصفها بـ”الجديدة”، وتضافر الجهود وتكامل إستراتيجيات الحكامة لضمان نجاح المشاريع والمبادرات.
وأكد المتحدث ذاته على أهمية تبادل المعطيات بين القطاعات المختلفة وتحديد المشاكل الحقيقية، ودعا إلى إعادة النظر في الإستراتيجية التي أطلقت خلال السنوات العشر الماضية.
كما أشار متدخلون آخرون في المنتدى إلى أن المشاكل التي ستواجهها الموارد الطبيعية لبلدان العالم ستزداد في المستقبل، موردين أن صحة الإنسان مرتبطة بشكل رئيسي بالماء والغذاء والطاقة، ومسجلين غياب ميكانيزمات فعالة للحد منها في المستقبل.
وحذر متدخلون آخرون من الضعف الحاصل على مستوى التواصل بين المؤسسات والقطاعات الحكومية المختلفة والمجتمع بخصوص التحديات التي تواجه الماء والطاقة والغذاء في المستقبل، معتبرين أن هذا الأمر يقلص من فرص تحقيق تقدم في هذا المجال على المستوى البعيد.
وكان رئيس المنتدى، رفيق بلقرشي، أكد أن الهدف المحوري لـ WEFE Nexus يتمثل في “لمِّ الأطراف الفاعلة الرئيسية حول حلول ملموسة لتدبير الماء والطاقة والغذاء والنظم البيئية بطريقة متكاملة”، مبرزا أن “التظاهرة لم تغد مجرد فضاء للنقاش، بل أضحت محركًا للتغيير ومنصة للعمل والتعاون المشترك، الذي تتحول فيه الأفكار إلى واقع”، وفق تعبيره.