يواجه سكان دوار مكاصت، التابع للجماعة القروية ناوور بإقليم بني ملال، معاناة يومية بسبب تدهور الطريق الرئيسية التي تربط الدوار بمركز الجماعة، ويطالبون السلطات المعنية بالتدخل العاجل لتعبيد هذا المسلك الطرقي وتوفير الماء الشروب والنقل المدرسي.
وبحسب السكان يعاني هذا الطريق، الممتد على مسافة حوالي 14 كيلومتراً، من تدهور حاد، ما يجعل التنقل عبره صعباً، خاصة في فصل الشتاء، حيث تتحول المسالك الترابية إلى أوحال تعيق حركة السير، ما يفرض عزلة على الدوار، ويؤثر بشكل مباشر على قدرة السكان على الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل المستوصفات والأسواق المحلية.
وفي هذا السياق عبر مواطنون من الدوار المذكور عن استيائهم من الوضع القائم، مشيرين إلى أن كلفة التنقل المرتفعة تزيد من معاناتهم، إذ تصل إلى 20 درهماً للرحلة من مركز الجماعة إلى الدوار. ويقول أحد المعنيين: “الناس مكرفصة بسبب الطريق… تيقولو غادي نصاوبوها ولكن ما دارو والو”، في إشارة إلى وعود لم تتحقق بعد.
أمام هذا الواقع جدد السكان مطالبتهم الجهات المسؤولة بضرورة التعجيل بتعبيد الطريق وإدراجها ضمن المشاريع التنموية التي تستهدف فك العزلة عن المناطق القروية؛ كما شددوا على أهمية ربط الدوار بالماء الشروب ودعم التمدرس، مع العمل على توفير بنية تحتية ملائمة وفرص اقتصادية تضمن حياة كريمة للسكان.
من جانبه أكد رئيس الجماعة الترابية على تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات الهادفة إلى توفير الماء الشروب ودعم التمدرس وتطوير البنية التحتية الأساسية، وأوضح أن 17 تلميذًا يتابعون دراستهم بإعدادية ناوور، من بينهم 13 تلميذًا ممنوحًا، يُنقلون مساء كل سبت إلى ديارهم في مكاصت عبر حافلة جديدة للنقل المدرسي، ضمن برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، قبل إعادتهم إلى داخلية الإعدادية صباح الاثنين.
“أما التلاميذ غير الممنوحين فكانوا في السابق يتنقلون يوميًا بواسطة الحافلة ذاتها، غير أنهم أُسكنوا مؤخرًا بدار الطالبة في مركز ناوور، ليخضعوا لنظام نقل مماثل لزملائهم الممنوحين. وفي هذا السياق أصدرت جمعية بونوال بيانًا توضيحيًا يؤكد هذه الترتيبات، ما يعكس التعاون المشترك بين الجمعية والمجلس الجماعي لضمان توفير خدمات النقل والإيواء للتلاميذ”، يتابع المسؤول ذاته.
وفي سياق دعم التعليم الأولي كشف المتحدث عن بناء وحدة تعليمية حديثة سنة 2022، مجهزة بمواصفات عالية الجودة، ضمن إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ما يتيح بيئة تربوية ملائمة للأطفال.
أما في ما يتعلق بتأهيل البنية التحتية فأشار رئيس الجماعة إلى “استكمال أشغال تهيئة الطريق الرابطة بين سيدي سعيد والميزان عبر دوار مكاصت، على امتداد 14 كيلومترًا، تحت إشراف عمالة بني ملال، إذ تم تسليم المشروع رسميًا أواخر عام 2022″، وزاد: “بالنظر إلى الأهمية الإستراتيجية لهذه الطريق تمت برمجة تعبيد الجزء المتبقي منها بين دوار الميزان ومركز دوار مكاصت، بمسافة تقارب 7 كيلومترات، ومن المنتظر فتح الأظرف الخاصة بهذا المشروع أواخر فبراير 2025”.
وفي ما يتعلق بمطالب السكان بخصوص توفير الماء الصالح للشرب أورد المسؤول أن “المجلس الإقليمي قام بتجهيز بئر مخصص لهذا الغرض، وهو قيد الاستغلال حاليًا؛ كما تم حفر بئر استكشافي من قبل وكالة حوض أم الربيع، ومن المرتقب بدء استغلاله قريبًا وفقًا لمراسلات الوكالة”.
وعلى صعيد المشاريع المستقبلية سيتم فتح الأظرف يوم 14 فبراير 2025 من قبل الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع، لتنفيذ مشروع تزويد عدد من الدواوير، بما فيها دوار مكاصت، بالماء الصالح للشرب، باستثمار يبلغ حوالي 14 مليون درهم. كما سيُشرع قريبًا في تشغيل الربط المنجز لفائدة 30 منزلًا، إلى جانب المدرسة، وفق المصدر ذاته.