
يواصل الشاعر المغربي عبد الجواد العوفير رحلته الإبداعية بإصدار ديوانه الجديد “سماء بضفيرتين” عن دار “راية” ببيروت، ضمن سلسلة شعرية تحتفي بأبرز الأسماء في المشهد الشعري العربي.
ووفق معطيات حول الإصدار، يأتي هذا العمل بعد مجموعتيه السابقتين “راعي الفراغ” و”ضحكات الكركي”، ليؤكد العوفير مجددا قدرته على تجديد أدواته الشعرية وكسر البلاغة التقليدية لصياغة أفق شعري أكثر انفتاحا على المجهول والمختلف.
وفي هذا الديوان يمنح العوفير القصيدة حرية التحرك والتشظي بلغة مكثفة وحادة، تلامس تفاصيل الحياة اليومية بأسلوب يجمع بين التأمل الفلسفي والرؤية الحسية للعالم. كما يمتد هذا الحس في “سماء بضفيرتين” ليشمل صورا شعرية نابضة بالحياة، حيث تتجسد السماء ككيان يحتضن القارئ، متنقلا بين مشاهد إنسانية متباينة، من جارة تطل من شرفتها إلى متصوف يبحث عن الحقيقة والعشق.
ويتألف الديوان من 91 قصيدة، تتناول موضوعات تتراوح بين العزلة والتأمل في المصير، والتقاط لحظات الحياة العابرة بعمق وجداني لافت.
ومن قصيدة “ظلام” نقرأ:
تحدث أشياء في الظلام
كأن نشم بيتا يحترق
وليس هنالك بيت غير أفكارنا…
بهذا الإصدار الجديد يرسخ عبد الجواد العوفير مكانته كأحد الأصوات الشعرية التي تستمر في البحث عن أفق شعري يتجاوز المألوف، ويؤسس لرؤية خاصة تحتفي بالبساطة العميقة والتفاصيل الصغيرة.