احتضنت مدينة مراكش أيام 17 و18 و19 فبراير الجاري، المؤتمر العلمي الأول للشبكة المغربية الموريتانية لمراكز الدراسات والأبحاث بعنوان: “دور العلوم الاجتماعية والإنسانية في التنمية بالمغرب وموريتانيا”، وذلك بمبادرة من المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات ومختبر الأبحاث القانونية وتحليل السياسات بجامعة القاضي عياض – كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، بشراكة مع جامعة القاضي عياض بمراكش.
هذا المؤتمر العلمي يأتي في إطار تعزيز العلاقات العلمية والأكاديمية بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، وتوطيد جسور التعاون بين الباحثين والمؤسسات البحثية في البلدين، ويعد محطة أساسية ضمن الدينامية المتنامية التي تشهدها العلاقات المغربية الموريتانية، ويعكس الرغبة المشتركة في تعميق التعاون الأكاديمي والبحثي، بما يخدم المصالح الاستراتيجية للبلدين ويعزز التقارب بين الشعبين الشقيقين، كما يعتبر امتدادا واستمرارية لحفل توقيع أرضية التأسيس بنواكشوط.
ووفق التقرير الختامي للمؤتمر، شهدت الجلسة الافتتاحية حضور شخصيات دبلوماسية وأكاديمية بارزة من الجانبين، في مقدمتهم سفيرة المملكة الأردنية الهاشمية المعتمدة لدى الرباط، والسفير الوفي بوكيلي مخوخي، مدير المعهد المغربي للتكوين والأبحاث والدراسات الدبلوماسية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ومحمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، والطالب بويا أبا حازم، مدير وكالة التنمية الاجتماعية، وعدد من رؤساء المؤسسات الجامعية ومديري مراكز الدراسات والأبحاث.
وأقر المشاركون، وفق المصدر ذاته، بضرورة الاستثمار البناء في العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين والشعبين من زاوية تثمين التواصل والإنتاج المشترك، وكذا مواكبة الإرادة السياسية للتقارب الحاصل بين البلدين في مختلف المجالات، وتعزيز محور الرباط-نواكشوط كمجال للتواصل ومنطقة جذب اقتصادي وثقافي وحضاري.
كما ألقى بلعيد بوكادير، رئيس جامعة القاضي عياض، ومحمد الغالي، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، وعبد الكريم حيضرة، رئيس شعبة القانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، وتربة بباي عمار، رئيسة جمعية الأطر الموريتانيين خريجي الجامعات المغربية، ومحمد الداه عبد القادر، رئيس المركز الموريتاني للدراسات والبحوث القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وعبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، وعبد الرحيم العلام، رئيس مركز تكامل للدراسات والأبحاث، والشيخ الطالب الأمين، رئيس فرع رابطة الطلاب الموريتانيين في مراكش، كلمات رسمية سلطت الضوء على أهمية هذا الحدث.
وأورد المصدر ذاته أن الجلسة الأولى عقدت في محور “تشخيص واقع البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والإنسانية بالمغرب وموريتانيا”، بينما عرف اليوم الثاني استكمال الفعاليات بكلية العلوم القانونية والاجتماعية بقلعة السراغنة، من خلال جلستين: الأولى تمحورت حول “البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية: أفق للتفكير”، بينما ناقشت الجلسة الثانية “المعيقات التي تحول دون الاستثمار الكامل في الدراسات الاجتماعية والإنسانية”.
وأجمع المشاركون في هذا المؤتمر على الدور الحيوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية في دعم التنمية المستدامة وإنتاج المعرفة التي تعزز أسس التكامل والتعاون بين البلدين، إذ شكل هذا الحدث فرصة لتسليط الضوء على أهمية الدبلوماسية العلمية في توطيد العلاقات الثنائية، وفتح آفاق جديدة للشراكة في المجال البحثي، من خلال تبادل الخبرات وإطلاق مشاريع أكاديمية مشتركة وتنظيم أنشطة علمية دورية تعزز التقارب الفكري والمعرفي بين المغرب وموريتانيا.
كما أكد المشاركون التزامهم بمواصلة الجهود الرامية إلى تكريس البحث العلمي كرافد رئيسي لتعزيز العلاقات الثنائية، وترسيخ أواصر التعاون المثمر بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية في البلدين الشقيقين، والإصرار على مواصلة العمل الذي بدأ في نواكشوط والسعي نحو المأسسة على هامش المؤتمر.
وأسفر اليوم الأخير على هيكلة الشبكة المغربية الموريتانية لمراكز الدراسات والأبحاث التي جاءت كالتالي: مجلس الرئاسة ضم كلا من عبد الفتاح البلعمشي رئيسا عن الجانب المغربي وسيدي اعمر ولد شيخنا رئيسا عن الجانب الموريتاني، فيما آل منصبا نائبا الرئيس للعالية ماء العينين وعبد الكريم حيضرة عن الجانب المغربي، وعبد الجليل ولد الشيخ القاضي ومنى الصيام عن الجانب الموريتاني، بينما تولت تربة بباي عمار منصب مقررة الشبكة.
وبخصوص رؤساء الأقطاب عن الجانب المغربي، تولى العميد محمد الغالي رئاسة قطب الجامعة والتمويل والشراكات والتعاون، وعبد الرحيم العلام رئاسة قطب النشر والتوزيع، وسعيد عبد الرحمن بنخضرة قطب الإعلام والاتصال والعلاقات العامة، بينما تولى عماد المنياري قطب الدراسات والأبحاث القانونية، ونجيب الصومعي قطب الدراسات والأبحاث الاقتصادية.
وعن الجانب الموريتاني، ترأس أحمد مولود أيدة قطب الدراسات والأبحاث التاريخية، وعبد العزيز صال قطب الدراسات والأبحاث السياسية، والداه ولد عبد القادر ومحمد الزهراوي ورشيد بنعمر وعبد الله الكنتي مستشارون.