
شهدت جهة الشرق، ليلة الخميس-الجمعة، أمطارا غزيرة تسببت في سيول وفيضانات واسعة النطاق، مخلفة وراءها أضرارا مادية وبشرية.
إثر ذلك، لقيت طفلة في التاسعة من عمرها مصرعها في بركان، بعد أن جرفتها السيول بعد سقوطها في بالوعة صرف صحي؛ بينما توفي راعٍ في الخمسينيات من عمره بمدينة زايو التابعة لإقليم الناظور، حيث باغثته السيول أثناء محاولته جمع قطيعه، ليُعثر عليه لاحقا مع عدد من ماشيته النافقة.
وتسبّبت الفيضانات في مدن، مثل بركان والناظور وزايو والنواحي المجاورة، في غمر شوارعها وأزقتها بالأوحال التي جرفتها السيول من الضواحي غير المعبدة. كما تحولت العديد من المحاور الطرقية، لاسيما تلك الرابطة بين وجدة والناظور، إلى مسالك مليئة بالأوحال والأتربة، حيث غمرت السيول مقاطع عديدة من الطرق؛ ما أدى إلى تعطيل حركة المرور لساعات طويلة.
واضطرت هذه الوضعية السائقين، وفق ما عاينته تشاش تفي، إلى خفض السرعة في المقاطع غير المنظفة، حيث واجهوا مخاطر الانزلاق رغم التشوير الطرقي الذي اكتفت به الجهات الوصية للتنبيه إلى وجود الخطر. كما أُوقفت الفيضانات خط القطار الرابط بين فاس ووجدة على مستوى مدينة تاوريرت لفترة من الزمن.
ولم تقتصر الأضرار على الطرق والمرافق؛ بل امتدت إلى القطاع الفلاحي والسكان، إذ تسببت السيول في جماعة الشويحية وسهل صبرة بأولاد ستوت في جرف عدد من رؤوس الماشية ونفوقها وتدمير زراعات وأشجار وبيوت بلاستيكية مخصصة للزراعة.
وفي ظل استمرار التقلبات الجوية، أصدرت وزارة التجهيز والماء بيانا أهابت فيه بمستعملي الطرق توخي الحيطة والحذر، استنادا إلى نشرة إنذارية من المديرية العامة للأرصاد الجوية تتوقع تساقطات ثلجية على المرتفعات التي يتجاوز علوها 1500 متر (بسمك 25 إلى 60 سنتمترا)، وأمطار رعدية قوية مصحوبة بالبرد (بمقاييس 25 إلى 130 ميليمترا)، مع رياح قوية وتطاير للغبار.
وكشفت الأمطار الغزيرة التي شهدتها جهة الشرق، رغم فائدتها في تعزيز المخزون المائي، عن ثغرات وصفها مواطنون بـ”المقلقة” في البنية التحتية، سواء على مستوى الطرق أو القناطر أو شبكات الصرف الصحي.