
في سنته الخامسة عشرة، يلوذ زين الدين الجاحظ بالكتابة للتعبير عن المعيش وتقلباته، ناشرا سيرة، للتأمّل والأمل، عنونَها بـ”بين خطين”.
هذا الكاتب الشاب مرشح لبرلمان الطفل المغربي 2025-2027، وقد اختار الكتابة عن تجربته الشخصية والتحديات التي واجهها، بعدما انتقل “من حياة الرفاهية إلى مواجهة صعوبات كبيرة نتيجة حادث سير مفاجئ”، مما كان له عميق التأثير على حياته وحياة عائلته.
خلال هذه المحنة، يقول الكاتب: “تعلمت أهمية التحمل والإصرار، وبدأت في إعادة بناء نفسي وتطوير ذاتي رغم الظروف الصعبة”، بالتالي يركز كتاب “بين خطين” على رسائل مؤثرة حول “تطوير الذات، وقوة الإيمان في مواجهة المحن، وأهمية التمسك بالأمل وعدم الاستسلام”.
ومن بين ما يغني الكتاب الجديد تساؤلاتٌ عن الحياة، وتقلّباتها، والعوالم الجديدة التي تفتح مع كل منعرج من منعرجاتها غير المعلنة، والاكتشاف المستمر للذات وما يمكن أن تصيرَه.
كتب الكاتب: “كانت حياتي قبل الحادث تسير كما أردت مع حلمي الذي يقترب خطوة بعد خطوة، وحريتي التي أعيشها على طريقتي الخاصة. كنت أعتقد أنني على قمة العالم. لكن في لحظة واحدة، تلاشى كل شيء. ومع سقوط كل شيء حولي، اكتشفت أن التحديات ليست إلا دروسا في الصبر والمثابرة. كنت أظن أنني فقدت كل شيء، لكنني وجدت نفسي في الأماكن التي لم أكن أتخيل أنني سأكون فيها يوما”.
وثبت زين الدين الجاحظ في خاتمة السيرة قناعته بأنه “رغم كل ما مررت به، ورغم كل الألم والضياع الذي عشته، هناك يقين عميق في قلبي: أنني ما زلت على قيد السعي. السعي نحو شيء لا أستطيع رؤيته بوضوح بعد، ولكنه هناك، في الأفق، ينتظر. ربما سيكون النجاح في لحظة غير متوقعة، أو قد تكون الخيبة هي ما سيرافقني في الطريق، ولكن مهما كان، سأستمر في السعي. ففي كل خطوة أخطوها، هنالك درس جديد، وفي كل فشل، هنالك درس آخر. وهكذا أجد نفسي على حافة البداية، حيث لا أستطيع أن أتنبأ بما سيحدث بعد. لكنني، كما كان الحال دائما، مستعد لكل شيء”.
ثم ختم قائلا: “ما سأخوضه في الأيام المقبلة هو أملٌ غامض، يحيا في داخلي. قد تكون هناك تساؤلات لن تجد لها إجابات قريبة، وقد تكون هناك تحديات أكبر من التي واجهتها. ولكن الحقيقة الوحيدة التي أعرفها الآن هي أنني لن أتوقف عن السعي، مهما كانت الظلال التي تلاحقني. لأن الطريق لم ينته بعد”.