
في منشور جديد، يجد القارئ تحقيق “كتاب حياة النفس في الطرب” لأبي إسحاق إبراهيم بن قاسم القارجي الأندلسي، المتوفى بعد 637 للهجرة.
هذا العمل الجديد الصادر ضمن السلسلة الطبية المغربية الأندلسية حقّقه المهدي بن محمد السعيدي، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير، وهو “من الكتب الأندلسية المؤلفة في العصر الموحدي الأخير، قبل سقوط الأندلس في يد النصارى”.
هذا الكتاب “نموذج مختصر للكتب الطبية في عصر الموحدين؛ كالتيسير في المداواة والتدبير لابن زهر، والكليات في الطب لأبي الوليد ابن رشد، والأدوية المفردة لأحمد بن محمد بن مفرج ابن الرومية الإشبيلي، وهي كلها تدل على ما كان للطب في عهد الموحدين بالمغرب والأندلس من دولة وصولة، بتعبير الأستاذ محمد المنوني في كتابه حضارة الموحدين”.
ينقسم الكتاب الجديد المحقَّق، وفق تقديمه، إلى ثلاثة مقالات، “اثنتان خصّهما المؤلف للجانب النظري الذي اعتمد فيه على النظريات السائدة في عصره، حول الخلق ومشاكلة الإنسان للعالم، وجعل ذلك توطئة للمقالة الثالثة التي اختصت بالجانب التطبيقي، أي طرائق حفظ البدن من الأمراض، في 20 بابا، متتبعا سائر الأعضاء، ذاكرا ما يصيبها من أعطاب، واصفا طرق وقايتها، باستعمال النباتات والأعشاب، أو المواد المعدنية، أو المركبات الكيميائية البسيطة كالخل والملح والرماد، أو الأغذية والأشربة، أو الاغتسال والتدليك، وشم الروائح العطرة، وغير ذلك”.