استأنف مهنيو الصيد البحري بالسواحل الممتدة من أكادير إلى العيون، اليوم الأحد، صيد الأسماك السطحية، التي كانت موضوع قرار يقضي بإخضاعها للراحة البيولوجية لمدة شهر ونصف، وهي الأسماك الأكثر استهلاكًا من قبل المغاربة، خصوصًا خلال شهر رمضان.
وتفيد توضيحات وتعليقات مهنيي الصيد البحري، ممّن كانوا عن قرب على اطلاع بخلاصات تجربة الإبحار خلال اليوم الأول من استئناف نشاط الصيد بهذه المناطق، أن “عددًا من أصحاب المراكب تقدموا أميالًا داخل مياه المحيط المحاذية لوسط وجنوب المملكة دون أن تكون النتيجة في مستوى التوقعات، إذ لم تظهر بعد إشارات إيجابية بخصوص نتائج قرار الراحة البيولوجية”، مضيفين أن “الترقّب كان عنوان اليوم الأول”.
وحسب مصادر مهنية، فإن أصحاب مراكب الصيد التقليدي والساحلي “كانوا يعوّلون على اليوم الأول لقياس مدى تحسّن الثروة السمكية على مستوى السواحل المغربية (ما بين أكادير والعيون)، التي كانت خاضعة لقرارات إدارية بهدف المساهمة في تطويرها، إلا أن النتيجة لم تكن كما هو مأمول”.
وقال محمد أبرغاز، مهني ونقابي بمدينة أكادير، إن مهنيي الصيد البحري “لا يزالون يمنّون النفس بلمس إحدى إيجابيات الراحة البيولوجية المطبقة مؤخرا على صيد الأسماك السطحية، التي تظل في صدارة مقتنيات المغاربة”.
وأضاف أبرغاز، في تصريح لتشاش تفي، أن “عودة القوارب إلى الصيد بالسواحل المغربية ستحدد ما إنْ كانت التدابير المتخذة مؤخرا كفيلة بإعادة الروح إلى أعماق البحر أم لا؛ وقد تبيّن خلال اليوم الأول أن الوضعية لم تتخلَّ بعد عن طابع الاستثناء، بعد أن تضررت الثروة السمكية بسبب الاستنزاف وإشكاليات المناخ”.
ولفت إلى أن “الموانئ المتواجدة بالمنطقة الرابطة بين أكادير والعيون تتشوق لاستقبال كميات مهمة من المنتجات البحرية، بعد شهر ونصف من التوقف عن العمل، غير أن الأخبار الواردة من المراكب المُبحرة خلال اليوم الأول لم تكن على قدر التوقعات، ولم تتضح الوضعية بعد بشكل كامل”، مشيرا إلى أنه “حتى إن لم تكن المردودية واضحة خلال هذه الفترة، فإن عامل الوقت سيحدد مستواها مع مرور الأيام”.
من جهته، ذكر أحد المهنيين بمدينة العيون، في تصريح لتشاش تفي، أن “الأخبار الواردة علينا من المراكب المُبحرة بعرض سواحل المنطقة تفيد غلبة معطى الترقّب، إلى درجة أن بعض المراكب أبحرت مسافة تصل إلى 65 ميلًا بحريًا دون أن تصادف مؤشرات إيجابية كما كان الأمر في السنوات الماضية”.
وأضاف أن “هناك أسئلة تُطرح اليوم بقوة، من بينها ما إذا كانت التدابير المتخذة كافية لإعادة الروح إلى الثروة السمكية بالسواحل الوسطى والجنوبية للمملكة، وما إن كان على السلطات الوصية أن تمدّد فترة الراحة البيولوجية فترة أخرى، خاصة أن شهر فبراير عادةً لا يضمن مردودية إيجابية”، مشيرا إلى أن “المهنيين ينتظرون ما ستسفر عنه الأيام المقبلة”.
وتضرّر السوق المغربي على مدار شهريْ يناير وفبراير من الإجراءات المتخذة سابقًا، والتي قضت بالتوقف لمدة تتراوح بين شهر ونصف وشهرين عن اصطياد الأسماك السطحية بالسواحل الرابطة بين أكادير وبوجدور، إذ ارتفع سعر السردين بشكل كبير، باعتباره أحد أكثر الأسماك السطحية استهلاكًا، مما نتج عنه اضطراب في عملية التوزيع ببعض المناطق.
جدير بالذكر أن الإشارة لم تُعطَ بعد للمهنيين لاستئناف صيد الأسماك السطحية، وعلى رأسها السردين، بالمنطقة الممتدة من بوجدور إلى الداخلة، والتي كانت مشمولة هي الأخرى بقرار تطبيق الراحة البيولوجية إلى غاية متم شهر فبراير الجاري.