
بمبادرة “سلسلة المغرب ومحيطه المتوسطي”، يصدر نص الأطروحة التي ناقشها المؤرخ المغربي الراحل عبد الرحمن المودن بجامعة برينستون الأمريكية سنة 1992، في موضوع الثقافة الدبلوماسية في سياقات العلاقات المغربية العثمانية في القرنين السادس عشر والثامن عشر.
وأوردت المبادرة أن “الفقيد قد اختار أن ينفق حياته، منذ عودته إلى المغرب في هذه السنة (1992)، في تكوين جيل من الباحثين والباحثات في حقل الدراسات المغربية والعثمانية، وشارك بنشاط متواصل في مشاريع جماعية عديدة للكتابة والتأليف في مواضيع تخص تاريخ المغرب وعلاقاته مع البلدان المغاربية والعثمانية، وهذا ما شغله عن الاهتمام بنشر أطروحته”.
المودن، الذي رحل عن دنيا الناس سنة 2020 وهو أستاذ زائر بمعهد الدوحة للدراسات العليا، أفادت المبادرة بأنه قبل وفاته، وفق ما توصلت به تشاش تفي، “إيمانا منه بأنه قد أشرف على إكمال رسالته التربوية التي ابتغاها عن قصد وروية، تجاه طلبته في المغرب وخارجه، عاد إلى نص أطروحته الأصليّ، فاجتهد في تنقيحه وتحيينه، بما عُهد فيه من صرامة ودقة، بنية تحضيرها للنشر باللغة الإنجليزية؛ إلا أن الأجل المحتوم لم يسعفه في إدراك هذا المبتغى قيد حياته، فرحل عن هذه الدنيا في وقت ما زالت فيه الجامعة المغربية والجماعة العلمية في حاجة إلى الاسترشاد بخبرته الواسعة، وإلى الانتفاع بأفكاره النيرة المضيئة للطريق والسبل أمام الباحثين والدارسين”.
تجدر الإشارة إلى أن المودن كان كاتبا عاما للجمعية المغربية للبحث التاريخي، واشتغل بالمعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، وقد درّس بكل من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط وجامعة الأخوين بإفران ومعهد الدوحة للدراسات العليا.
وصدر كتاب جماعيّ حول عطاء الفقيد سنة 2021، بعنوان “عتبات مؤرخ.. مسار عبد الرحمن المودن”، ونسّقه كل من عبد الرحيم بنحادة وعبد الأحد السبتي وعبد الجليل ناظم.
يذكر أن مشروع “المغرب ومحيطه المتوسط” قد انطلق سنة 2023، بعد عمل استغرق إعداده سبع سنوات، بتعاون جمع الأكاديميين خالد بن الصغير وعمر بوم وسارة أ. ستاين بجامعة الرباط الدولية وجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، قصد “خلق مجال متكافئ، بالعمل على تسهيل الترجمات بين اللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية”؛ لأن “من الأهمية بمكان للمجتمعات التي تقوم بالبحث في قضاياها والكتابة في مواضيعها باللغة الإنجليزية الوصولُ إلى عملنا باللغة العربية”، وهو سعي إلى “كسر الحواجز اللغوية، وتعزيز فهم أعمق بين القراء المتنوعين”.