تقيم الزاوية البصيرية في بني عياط، إقليم أزيلال، احتفالاتها السنوية بذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1446هـ، عبر برنامج مكثف يمتد على مدى أسبوع، ابتداءً من ليلة المولد وحتى اليوم السابع، حيث شهدت الزاوية توافد مئات المريدين والزوار من مختلف أنحاء المغرب، بالإضافة إلى وفود من دول أخرى كفرنسا وإيطاليا.
افتتحت الزاوية احتفالاتها بليلة روحانية خاصة تضمنت تلاوة القرآن الكريم وقراءة قصائد البردة والهمزية للإمام البوصيري، وترديد الأمداح النبوية، مع الدعاء لأمير المؤمنين ولجميع المسلمين. وشارك في هذه الليلة طلاب المدرسة البصيرية والمريدون الذين تجمعوا للاحتفاء بالمناسبة العظيمة.
استمرت الاحتفالات في يوم المولد، الذي صادف هذا العام الاثنين 12 ربيع الأول 1446هـ الموافق لـ 16 سبتمبر 2024م، بحضور أكثر من 1200 شخص، من أئمة المساجد والمرشدين الدينيين وطلبة العلم القادمين من أقاليم أزيلال وبني ملال والفقيه بن صالح ومدن أخرى. وتخلل اليوم قراءات جماعية للقرآن الكريم وترديد الأمداح النبوية، إلى جانب ختمات متعددة لكتاب الله وقراءة البردة والهمزية جماعياً.
من أبرز محطات هذا الأسبوع الاحتفالي، تنظيم ندوة علمية من قبل الزاوية البصيرية بالتعاون مع مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، بعنوان “تعظيم الحضرة النبوية من قبل أمراء وعلماء ومواطني المملكة المغربية”، شارك فيها نخبة من العلماء، على رأسهم الدكتور محمد الروكي، عضو المجلس العلمي الأعلى، والدكتور عدنان زهار، عضو المجلس العلمي المحلي بالجديدة.
ركزت الندوة على استعراض دور أمراء المغرب وعلمائه في تعظيم الحضرة النبوية منذ القرن السابع الهجري، حيث أكد المتدخلون على مكانة المولد النبوي في المغرب كعيد رسمي يجتمع فيه أمير المؤمنين بشخصيات الدولة للاحتفاء بذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
في كلمة ألقاها مولاي إسماعيل بصير، خادم الطريقة البصيرية، أكد على أن الاحتفال بالمولد النبوي يمثل فرصة لتجديد أواصر المحبة والاتصال بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأوضح أن هذا الاحتفال ليس بدعة، بل تعبير صادق عن حب المسلمين لنبيهم، وهو مناسبة للدعاء لأمير المؤمنين باعتباره رأس الأمة وحامي حمى الدين. واستشهد في هذا السياق بقول الإمام أحمد بن حنبل: “لو أن لي دعوة مستجابة لجعلتها في الإمام”.
شهدت الفعاليات زيارة وفد من أئمة وحفظة القرآن الكريم من قبيلة السماعلة بإقليم خريبكة، حيث شارك أكثر من 130 حافظاً للقرآن من جمعية حفظة القرآن الكريم، في إطار علاقة راسخة تربطهم بالزاوية منذ تأسيسها على يد الشيخ سيدي إبراهيم بصير.
وفي ليلة السابع، الموافق لليلة السبت/الأحد 18 ربيع الأول، سيحل المريدون من مختلف المدن المغربية وفروع الزاوية بالخارج، مثل فرنسا وإيطاليا، للمشاركة في مجلس الذكر والإرشاد الذي يشرف عليه خادم الزاوية البصيرية، قبل أن يُختتم الموسم بحفل إعذار جماعي للأطفال من أبناء الأسر المعوزة وأبناء المريدين، ضمن الأنشطة الاجتماعية التي تنظمها جمعية الطريقة البصيرية سنوياً.