
في إطار تعزيز التعاون الصناعي والأكاديمي بين المغرب وإيطاليا، وتفعيلًا لخطة “ماتي” التي أطلقتها الحكومة الإيطالية لضمان أمن الطاقة وتوسيع الشراكة مع إفريقيا، أطلقت مجموعة “دوفركو” الإيطالية، بتنسيق مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، مشروعًا مبتكرًا لتدريب طلاب مغاربة في مدينة “جنوة” في مجالي الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر، اللذين يعززان التحول الطاقي المستدام.
وذكرت المجموعة ذاتها، ضمن بيان لها، أن الأمر يتعلق بنموذج ملهم من التعاون يساهم في تطوير القدرات المهنية للشباب في كلا البلدين، مبرزة أن “هذا المشروع تم تدشينه رسميًا من طرف رئيس ‘دوفركو’، أنطونيو جوتزي، الذي زار مؤخرًا المغرب وأكد أهمية البحر الأبيض المتوسط كمركز حيوي للطاقة، كما شدد على ضرورة تعزيز التعاون بين شمال إفريقيا وأوروبا لمواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية الراهنة”.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة الإيطالية إن “المستقبل يكمن في إفريقيا، هذه القارة المفعمة بالديناميكية، في وقت تواجه أوروبا تحديات تتعلق بالشيخوخة السكانية”، مشددًا في الوقت ذاته على أن “التعاون الصناعي بين دول مثل المغرب وإيطاليا يمثل فرصة فريدة لبناء التآزر الذي يعزز اقتصادياتنا”.
وعبّر المتحدث ذاته عن اقتناعه بأن “هذا التعاون يمكن أن يكون جسرًا بين اقتصاد وثقافة كل من المغرب وإيطاليا، ما يعزز تبادلًا ديناميكيًا للمهارات والفرص”، مضيفًا: “آمل أن تمتد هذه المبادرة لتشمل المواهب الشابة من كلا البلدين، ما يوفر لهم تجارب مهنية قيمة، إذ يشكل الفهم المتبادل، واحترام التنوع الثقافي، والطموحات المشتركة، الأساس الذي يمكننا من بناء مستقبل أقوى”.
ويشير البيان ذاته إلى “إطلاق هذا المشروع التدريبي قبل أكثر من عام، وقد أسفر عن أولى نتائجه بإتمام خريجين حديثين من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية فترات تدريب في مقر دوفركو للهندسة في مدينة جنوة”، مبرزًا أن “هذه التجربة التدريبية الرائدة توفر للموهوبين المغاربة الشبان مهارات عملية مهمة”.
ويوضح المصدر ذاته أن “هذا البرنامج التدريبي هو مبادرة إيطالية مدعومة من السفارة المغربية، إذ يغطي تكاليف الطعام والإقامة، بالإضافة إلى بدل شهري طوال مدة فترة التدريب”، مؤكدًا أن “الشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، المؤسسة الأبرز في المغرب، والمعترف بها أيضًا في خطة ماتي كمركز رئيسي للتعليم العالي، هي نهج الابتكار لمجموعة ‘دوفركو’ من أجل تعزيز التآزر بين الصناعة والأوساط الأكاديمية”.
جدير بالذكر أن الحكومة في روما، في إطار تنزيل خطة “ماتي”، أعلنت على لسان وزارة البيئة والأمن الطاقي الإيطالية، نهاية السنة الماضية خلال مؤتمر دولي، عن خطة لإنشاء مركز تدريب في المملكة المغربية في مجال الطاقات الجديدة والخضراء، سيُكون خبراء وتقنيين متخصصين أفارقة في المهن ذات العلاقة بالطاقة.